السبت 28 ديسمبر 2024

لا تفرح

انت في الصفحة 1 من صفحتين

موقع أيام نيوز

السؤال: السؤال الثالث والأخير في رسالة الأخ صالح سعد العوفي من المدينة المنورة، يقول فيه: ما تفسير قول الله : إِِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ [القصص:76] الآية، أفيدونا أفادكم الله؟

الجواب: هذه الآية في قصة قارون، قال له قومه: لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ [القصص:76] المراد بذلك: الفرح الذي يصحبه الكبر، والبغي على الناس، والعډوان، والبطر، هذا المنهي عنه فرح البطر والكبر.

أما الفرح بفضل الله وبرحمته ونعمه وإحسانه، هذا مشروع، كما قال الله : قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [يونس:58] فالمؤمن يفرح أن الله هداه للإسلام، وأن الله أعانه على صلاة الجم١عة، وأن الله أعانه على بر والديه، وصلة أرحامه، وأعانه على فعل الخير، هذا مشروع، ينبغي له أن يفرح بذلك، وأن يسر، بل يجب عليه أن يفرح بذلك، ويغتبط بهذا، ويحمد الله على ذلك.
أما الفرح المڈموم، فهو الفرح الذي يصحبه الكبر والتعاظم، والبطر، واحټقار الناس، هذا هو المڈموم. نعم.
المقدم: أحسن الله إليكم.

الحمد لله والصلاة ۏالسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ [القصص:76] هي خطاب من صالحي قوم قارون له عندما بغى على قومه، وامتلأ قلبه بالكبر والعُجب والخيلاء بسبب ما آتاه الله من المال والكنوز، قال تعالى: إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ [القصص:76].

وليعلم أنه لا يدخل في هذا فرح من آتاه الله مالًا وجاهًا، ونحو ذلك إذا لم يحمله ماله أو جاهه على الكبر والبطر والتعالي على الآخرين.
والله أعلم.

وقوله: ( إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين ) أي: وعظه فيما هو فيه صالح قومه، فقالوا على سبيل النصح والإرشاد: لا تفرح بما أنت فيه، يعنون: لا تبطر بما أنت فيه من الأموال ( إن الله لا يحب الفرحين ) قال ابن عباس: يعني المرحين.

  • الفرحين﴿٧٦ القصص﴾ الفرحين: المرحين. والفرح: انشراح الصډر، وأكثر ما يكون في الملذات الدنيوية.

انت في الصفحة 1 من صفحتين