الجمعة 27 ديسمبر 2024

تيته

انت في الصفحة 4 من 34 صفحات

موقع أيام نيوز

كنت اتغريت ع الأخر لأني كنت هكون أجمل بنت طلعت لأمها!

تبسمت الأم ببشاشة لحديث هند المحبب! 

فهتفت الأخيرة أنهاردة بقي هعملك أكلة بتحبيها بس بشكل صحي خالص وهدلعك أخر دلع ياطمطم

وهحميكي وأخليكي جشطة يا عسل نحل أنت

تنهدت الأم فاطمة وعيناها تدور على ملامح ابنتها وفاضت لها بسيل حنان شديد لمس قلب هند وجعلها تحيط براحتها وجه والدتها هاتفة بنبرة تختلف عن تلك التي اتسمت بالمرح منذ قليل تعرفي ياماما كان نفسي أوي امبارح تحضنيني كنت تعبانة أوي أوي وحسيت وقتها لو حضنتيني! كنتي دوبتي آلم الدنيا كله في حضنك أنتي صحيح يا ماما مش هتقدري تضمي ايدك حواليا وتخبيني بين دراعاتك بس صدقيني نظرة عنيكي الحنينة دي تساوي أعظم حضن في العالم أنتي ضمتيني برموش عنيكي! أنا بحبك أوي يا ماما ومابقيتش برتاح إلا وأنا معاكي!

 ثم ملست على خصلاتها الفضية برفق 

أوعدك يا أمي لو في يوم اتحطيت في أختبار بينك وبين أي حاجة هختارك انتي ومش هتخلى عنك ابدا ابدا! 

ثم انحنت تقبل يدها بإحترام فلاحظت خلاء أصابعها من خاتمها الذهبي هديتها هي وأحمد بعيد الأم الماضي! فتسائلت 

فين الخاتم بتاعك ياماما! كان في أيدك أخر مرة شوفتك فيها معقول وقع منك وحد فينا بيحميكي واتزحلق من الصابون والمية

منحتها الأم نظرة حزينة ثم ابتسمت بسخرية أحتارت هند في تفسيرها فهتفت مالك ياماما طب انتي حسيتي أما الخاتم وقع منك ولا ما أخدتيش بالك! لم تجد في ملامحها أي إجابة فقالت 

عموما ياحبيبتي مايهمكيش حاجة ولو ضاع فداكي هنجيبلك أحسن منه!

فأطلقت الأم همهمة معترضة وراحت تهز رأسها وتشير بعينيها على أذن هند لتجعلها تفهم ما تريد 

لم تفهم ابنتها فتسائلت مالك يا أمي عايزة أيه ياحبيبتي بتبصي على ودني ليه مش فاهمة! 

كانت الأم تريد إخبارها بنزع القرط الذهبي الخاص بها من أذنيها فبعد فعلة عايدة النكراء أصبحت لا تأمنها علي كل ثمين يخصها والأفضل أن تحتفظ هند بمصوغاتها الذهبية قبل أن تسرقها تلك الحية 

 ظلت تحاول إيضاح ما تريد لهند حتى

أثمرت محاولاتها وقالت ابنتها الحلق عايزة الحلق بتاعي ياحبيبتي من عيني هقلعه وخديه مايغلاش عليكي ياغالية فأزدات همهمات الأم ڠضبا ورمقتها بنظرة تحذيرية ألا تنزع قرطها بل تريد نزع ما ترتديه هي ولكن كيف تفهمها بذلك العجر عن النطق!

شعرت هند بأن هناك شيء تريد والدتها إخبارها بيه ولكن لا تفهمه حقا عجز إدراكها عن فك طلاسم همهمات والدتها تلك المرة نظرتها غاضبة بشكل يقلق ترى ما يزعجها إلى تلك الدرجة 

تنهدت وتمتمت أنا بجد يا ماما مش عارفة افهم طب بصي أنا هروح احضرلك أكل عشان علاجك وبعدين احميكي وتحاولي تاني تفهميني عايزة ايه بس عشان الوقت مايضعش مني 

وتركتها لتفعل ما تريد وظلت الأم على نظرتها الغاضبة يجب أن تأخذ هند كل مصوغاتها التي ترتديها أو حتى تدخرها فالأمر لم يعد مجرد قطع صابون معقم يسرق منها 

 

الفصل الثالث

عذرا يا أمي.. 

ما كنت أعلم أنني تركتك بجحر أفاعي.. 

تلذذت بقهرك وسلبت حقوقك وأنا غافي.. 

ويا ويلتي لو كنت عاقا دون إدراكي.. 

_ صباح الخير ياعصام.. عرفت إن في رحلة تبع 

المدرسة هتروح الأقصر في أجازة نصف العام

_ أيوة يا عادل عرفت!

_ طب أيه مش ناوي تروح مدرسين زمايلنا كتير طالعين مع أسرهم وأنا هطلع أنا والولاد والمدام أهو نغير جو الدراسة شوية ياريت ياعصام تطلع مع أسرتك أنت كمان ونبقى سوا دي هتكون رحلة ممتازة..!

_ ياريت أنا أكتر واحد فيكم محتاجها الولاد تقريبا مش بيخرجوا وخصوصا المدام ظروف مرض والدتها خليتها عصبية ومنعزلة مابتروحش في أي مكان بقالها فترة ودي فعلا فرصة هايلة! 

تهلل وجه عادل يبقى خلاص هقول للمشرف يعمل حسابك معانا..!

_ على خيرة الله وهي 5 أيام يعني مش هنغيب كتير

_هند.... ياهند أنتي فين محمد حنان! 

هرول إليه صغاره هاتفين نعم يا بابا..!

هتف بسعادة عندي ليكم مفاجأة تجنن يا ولاد بس فين ماما الأول!

أتت على صوته حمد الله علي السلامة ياعصام.. خير جاي مبسوط يعني من برة فرحنا معاك..!

 أجابها بابتسامة وهو يقبل أولاده مش حبايب بابا كان نفسهم نخرج كلنا سوا في الأجازة أنا بقى حجزتلكم انتو وماما وهنروح 5 أيام الأقصر وبأمر الله تتبسطوا..!

هلل محمد وشقيقته وراحوا يقبلون والدهم متعلقين بعنقه وهتف محمد بجد يا بابا! ده وائل صاحبي راح السنة اللي فاتت وقالي إنها جميلة في الشتا..! 

بينما هتفت حنان 

أنا بقى فرحانة عشان ماما هتكون معانا..!

لم تبادلهم هند الحماس وكل ما جال بعقلها كيف ستترك والدتها تلك الفترة!! 

في غرفة عصام وهند!

_ ممكن اعرف ليه سرحانة من وقت ماجيت وماقولتيش رأيك في رحلة الأقصر!

ترددت ثم قالت عصام.. أنت عارف ظروفي كويس أزاي هسيب ماما الفترة دي كلها..!

أجاب بضيق هند .. دول كلهم 5 أيام يتقسموا على أحمد وفريال لحد ما ترجعي أنا وولادك محتاجين رحلة زي دي.. وانتي نفسك ياهند محتاجاها..!

ثم أقترب وأمسك ذراعيها برفق وهتف بنبرة لينة 

هند أنا محتاج أحس إنك معايا أنا وولادك.. وحشني نتجمع ونخرج سوا ونقضي وقت حلو من غير مانتخانق ونتعصب رحلة مش هتعملي فيها أكل وشرب..هنجدد نشاطنا سوا وياستي أما ترجعي ابقي روحي لوالدتك! مافيهاش حاجة أما أخواتك يشيلوكي اليومين دول!

 لم يحدثها بتلك الطريقة منذ فترة طويلة.. ربما حقا يفتقدها ويريد وجودها حوله لن تنكر ابدا تقصيرها نحوه ولكن ماذا تفعل ومجرد فكرة غيابها عن والدتها تقبض قلبها.. خاصتا مع نظرتها الأخيرة والقلق الذي أصبح يجول بعيناها وكأنها تخاف شيئا ما.. شيء عجزت عن ترجمته بعيناها..!

تقدمت هند وأحاطت وجهه براحتيها هاتفة برجاء 

_ أنا حاسة بيك ياعصام وبعترف إني مقصرة معاك بس ڠصب عني وأنت عارف.. أنا مش هقدر أسيب أمي خصوصا وأنا حاسة إن في مشكلة بتحصل معاها.. قلبي انقبض لمجرد الفكرة.. ارجوك اتحملني عشان خاطري.. ولو على الرحلة روح أنت والولاد وانبسطوا..أما انتو تروحوا كأني أنا اللي روحت!

ظل يطالعها پغضب مكتوم وعيناه مشټعلة ثم ازاح راحتيها عن وجهه پعنف وارتدي قميصه مرة أخرى وغادر البيت!

في منزل خالد!

_أستعجلى في الغدا يا عايدة عايز الحق أشتغل شوية على العربية!

_ حاضر يا ابو رامي من عنية ألا صحيح الجمعية الكبيرة اللي عليك فاضل فيها قد أيه

تنهد هاتفا لسه سنة بحالها.. بس اهو الحمد لله مشروع أوبر ماشي حاله جمب الوظيفة كان ليا حق اصمم اشتري العربية دي صحيح اتزنقنا بجمعيات وانتي بعتي كل دهبك وماما كمان ساعدتني بس بإذن الله الأحوال هتتظبط وهرد لأمي فلوسها وهعوضك عن دهبك واجيبه بالتدريج لحد ما يكمل تاني!

_فداك كل حاجة يا خالد المهم إنك بخير وربنا يخليك لينا وتجيب لنا كل اللي نفسنا فيه..

هروح بقي احصرلك الغدا بسرعة عشان تتسهل تروح شغلك! 

_ معاكي فاتورة الخاتم ده يامدام!

تلعثمت عايدة قليلا ثم هتفت للصائغ 

بصراحة ضاعت مني

انت في الصفحة 4 من 34 صفحات