سيدنا أدم
طول آدم عليه السلام
جعل الملائكة ينظرون إلى هذا التمثال العجيب، وكان كبيرًا (60)ذراعًا في السماء، والذراع: هو نصف متر تقريبًا يعني ثلاثون مترًا.
تعجبت الملائكة من هذا المخلوق العجيب، فهم لم يرو مثله من قبل، وكان ممن فزع منه، بل كان شديد الفزع إبليس، فأخذ يطوف حول تمثال آدم ويرفسه برجله ويضربه، ويقول: (لأمر ما خُلقت)، ثم دخل في جوفه وخرج منه وقال للملائكة: لا تخافوا هذا أجوف، دخل من فمه وخرج من دبره وقال: هذا أجوف، هذا خلق لا يتماسك ضعيف.
بداية الصراع بين إبليس والبشر
أول خطيئة من إبليس
- كان إبليس يرى نفسه من أفضل المخلوقات؛ لأنه أعطي حرية الاختيار فأطاع الله، فكيف يخلق الله خلقًا ويعطيه حرية الاختيار، وقد يكون أفضل منه، وقد يكون هذا المخلوق هو الحاكم عليه فاغتاظ منه.
- فالله خلقه بيديه ﴿لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ﴾، ويريد أن يجعله خليفة في الأرض ويعمرها، وقال للملائكة قولة تدل على حسده لآدم على مكانته: (لئن سلطت عليه لأهلكنه، ولئن سلط علي لأعصينه)، إذًا بدأت عداوة إبليس لآدم قبل نفخ الروح، حسدًا لمكانة آدم العظيمة.
سجود الملائكة لآدم عليه السلام – السجود العظيم
هو من أعظم مشاهد الخلق منذ خلق آدم إلى قيام الساعة، بلايين البلايين من الملائكة، تسجد لآدم سجود تكريم، وكان هذا السجود جائز في الشرائع السابقة، كما في قصة يوسف عليه السلام لكن في ديننا حتى سجود التكريم لا يجوز.
لك أن تتخيل عزيزي القارئ هذا المشهد: الملائكة الكرام يسجدون لآدم عليه السلام ولم يبق واقفًا إلا إبليس هو الوحيد الذي عصى، أول معصية للخلق من إبليس.
فناداه الله عز وجل ﴿ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ﴾، فردّ برد قبيح ﴿قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ﴾، تكبر وهذه أول المعاصي.
تكبّر إبليس ورفض أوامر الله عز وجل، وناقش وجادل فغضب الله عليه غضبًا عظيمًا فأنزل عليه اللعنة، وأمره أن يخرج من الجنة (فاخرج منها مذؤوما مدحورا) فطلب طلبًا نقرؤه في قول الله عز وجل:
﴿ قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ* قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ* قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ* ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ﴾.
وطرد إبليس من الجنة، وبقي آدم في الجنة يتنعم في ثمارها، يلبس من أحلى ثيابها، ما كان عريانًا كما يصوره بعض البشر اليوم، وهذا نقض لنظرية التطور.
قصة خروج ادم من الجنة
تعليم آدم الأسماء