الخميس 26 ديسمبر 2024

رواية لم تكن يوما خطيئتي بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 1 من 46 صفحات

موقع أيام نيوز

دفعت كل منهن ثمنا لذنب لم ترتكبه كما دفعوا هم سنوات عمرهم يصارعون الماضي بظلامه.. مروا بحياة بعضهم كالصدفة العابرة والصدفة لم تكن إلا بداية جديدة.

الفصل الأول

_ بقلم سهام صادق

مشاعر باردة تغلغلت داخل روحها حتى أصبحت لا تعرف متى وأين فقدت مشاعرها نحوه

ذبلت روحها وانطفئت عيناها اللامعه وللسخرية انه يوما أخبرها انها مميزة بهم وأنها بهما ملكت قلبه دون غيرها .

اشعار واشعار كان يغنيها لها ولكن مع أول محطات الحياه.. انتهى كل شئ ولم يعد هناك لمعان او بريق يميزها .

ابتعد عنها بعدما انتهى من اشباع غريزته وهو يلهث ليسقط بعدها غارق في سبات عميق.. تنظر إليه بأعين دامعه وجسدها ېصرخ من الآلم فمنذ ان أصبحت باردة المشاعر رغما عنها بسبب قهرها من صمته الدائم امام والدته بات العڼف والآلم في علاقتهما ولم تعد الا واجبا عليها تقضيته لارضاءه

ببطئ تحركت من فوق الفراش تلتقط مئزرها تلملمه فوق جسدها

انسابت المياه بغزاره فوق جسدها لتختلط دموع آلامها مع الماء الدافئ الذي يغمرها بالكامل وكأن بدفئه يغمر قلبها .

وضعت أكواب الشاي فوق صينية الضيافة ترتبهم بفتور ثم حملتها متجها نحو الغرفه الجالسات بها ضيوف حماتها الأعزاء

رحبت بهم بأبتسامة صافيه لتتعلق انظارهم عليها بهمساتهم ونظراتهم المتفحصه

اوعي تنسى ياام كريم سبوع مرات ابني

قالتها احداهن وهي تنهض من جلستها واتبعت حديثها بأبتسامه مصطنعه

وانتي ياقدر ياحببتي لازم تيجي وعقبالك كده لما بطنك تشيل... ده العيال نعمه وفرحه للبيت

رمت السيده مديحه بجمر كلماتها الملتهبه لتتعلق عيني قدر بأعين حماتها المتجمده والتي سريعا دارتها عن أعين جيرانها ناهضه تتبع تلك الجاره التي ترى شماتتها في عينيها

رايحه فين بس ياام عبدالله ده انتي حتى لسا مشربتيش الشاي والله كده ازعل منك... ده انا محدش يدخل بيتي الا وياخد ضيافته كامله

تمتمت بها السيده سميحه بلطافه مصطنعه ف فالنهاية لا يضعها تحت ألسنة الجيران والأقارب الا زوجه ابنها تلك الأرض البور كما تنعتها

انسحبت قدر بصمت كعادتها فجلسات الأقارب والجيران لا تنصب ف النهايه الا عليها وما عليها الا الصمت

نصف ساعه مرت قضتها في ترتيب أغراض المطبخ لتهب مفزوعه من صوت غلق باب المنزل بعد انصراف الجارات

 عجبك كده مشمته الناس فيا ... كل واحده قاعده تتباهي قدامي بمرات ابنها اللي حامل واللي خلفت وانا قاعده مش عارفه ارد

 ياماما انا ذنبي ايه... ده امر الله

احتدت نظرات سميحه وهي تستمع لكلماتها

وربنا قال مثنى وثلاث ورباع ياحببتي... مش هتقعدي ابني جانبك تظلميه... من بكره هدورله على عروسه

قصدك ايه

حدقت بها سميحه بمقت تلوي شفتيها ممتعضة

قصدي قولته .. وكفايه اوي على ابني لحد كده.. خمس سنين وهو عمال يصرف علاج ودكاتره واخرهم العمليه اللي طلعتيها في دماغه وقعدت جانبك اخدمك شهر.. كده عدانا اوي العيب

ارتجفت شفتي قدر وانسابت دموعها تنظر لظهر حماتها تكتم صوت شهقاتها خمس سنوات زواج ولم تهنئ فيهم سوى عام واحد وبعدها بدأت معاناتها مع الأطباء حالتها لم تكن الا مجرد وقت وصبرا حتى تأتي مشيئه الله ولكن هذا لم يكن معترف به بعقل حماتها الي ان نقلت العدوه لزوجها فأصبح يراها هي المذنبه في حرمانه من أبوته

التمعت عيناها بحب وهي تراه يتقدم منها بخطوات محترسه يلتفت حوله يمينا ويسارا

تنهد بأبتسامه محبه فأتسعت ابتسامتها له بشوق

وحشتني اوي ياعمر

 لبنى مش قولنا بلاش نتقابل الفتره ديه

امتقع وجهها من عتابه

 هي ديه كلمه وحشتيني اللي كنت مستنياها منك

اردفت عبارتها وهي تلتقط حقيبتها من فوق الطاوله حتى تغادر ليلتقط يدها سريعا متمتما بآسف عن حديثه

يالبني انا خاېف عليكي... اخوكي بدء يشك فينا

 انت مش خاېف عليا يادكتور انت خاېف على نفسك

قالتها دون حساب رغم علمها بصدق حديثه وبطش أخيها وعندما رأت تصلب ملامحه المرهقه تمتمت

انا اسفه ياعمر... بس انا تعبت خلاص

تعب كلمه كانت بين قوسين كلمه لخصت حبهم.. حب وضع امامه قانون العائله وخاصة شقيقها عائله العزيزي لا تزوج بناتها لأغراب 

اطرق رأسه وهو يرى حسرتها وعجزها فهى لا تعرف كم الصراعات التي يعانيها مع عاصم وكرهه له

مبقتش عارف افكر يالبني.. اخوكي بقى بيهددني بشغلي

سقطت دموعها وهي تلتقط كلماته.. وكأنه يخبرها ان حبها له لم يكن الا خړاب حط عليه وليته لم يحبها يوما

تعلقت عيناها نحو دبلتها الذهبيه التي ترتديها كلما التقت به بعيدا عن الأعين وكأنها ميثاق حبهم

لبنى

هتف بها وهو يراها تزيلها عن اصبعها وقبل ان تخرجها من بنصرها تمتم دون ادراك

لو بتحبيني نهرب يالبني... مبقاش قدامنا حل غير ده... اخوكي قفل كل الطرق لينا

والماضي كان عالق بين حبهم والسر كان في كتاب مغلق لم يأتي آوانه

.............يا أمي انتي بتقولي إيه 

اعتدلت سميحه في جلستها ترمقه بمقت

بقول اللي سمعته ياابن بطني... كفايه لحد كده... ده حتى ربنا شرعلك الجواز نخالف امر الله يعني

الدكاتره قالوا ان

الحمل ممكن يحصل في اي وقت... يعني مجرد وقت مش اكتر

واردف وهو يمسح فوق وجهه المرهق

وممكن نعمل العمليه تاني... قدر طيبه وبتحبني وبصراحه مقدرش استغني عنها

احتدت نظرات سميحه وهتفت ساخطه

 هتستني اكتر من كده ليه... مش كفايه خمس سنين من عمرك

 منفسكش تبقى اب ياحبيبي

التمعت عيني كريم لتضغط على نقاط ضعفه كلما بدء يقنع نفسه بالصبر

وكمان مش قدر ديه اللي اقنعتك بيها بالعافيه وصممت انك تخطبها... زمان كانت وحشه ودلوقتي احلوت

اغمض عيناه بقوه وهو يتذكر رفضها لزميلته بالعمل واصرارها على خطبته من اختارتها له... وهاهو يحب اختيار والدته ولكن هي ترى اختياره الان خطأ يجب إصلاحه

أنتي اللي جايه تقولي ده دلوقتي ياأمي

ربتت فوق كتفيه آسفه

اللي حصل حصل ياحبيبي.. انا نفسي اشوف ولادك قبل ما اموت ياكريم

بكت وهي تعلم مدى تأثير بكائها عليه وبعد أن كان عائد من عمله لديه رغبه في ملاطفة زوجته واظاهر حبه لها واخبارها بتمسكه بها تلاشي كل شئ ليعود كما كان وانه من حقه ان ينجب

ملامحه كانت تظهر صراعه بوضوح فربتت سميحه فوق يديه تقنعه بهدوء

مطلقهاش.. بس اتجوز وجبلي حتت عيل وريح قلبي

اطرق رأسه وهو يصارع أفكاره... اصوات كثيره كانت ټقتحم عقله.. نصائح صديقه الرافض لتلك الفكره.. اصرار والدته

فكر في الجميع ونسي من كان منذ لحظات يخبر والدته عن طيبتها وحبه لها

وتلاشي كل شئ وهو يصعد نحو شقته بعدما ودع والدته واخبرها كالعاده انه سيفكر

دلف لشقته ليشم رائحة الطعام الذكيه

قدر... يا قدر

انتبهت على صوته فأسرعت تجفف دموعها تخرج اليه بأبتسامه هادئه كعادتها

حمدلله على السلامه ياكريم...الحمام متحضر ودقايق والغدا يكون جاهز

اماء لها برأسه دون كلمه ودون ان يلاحظ ملامحها الشاحبه...كان عقله منشغلا بحديث والدته المعتاد وبعد أن كان يتوق للقاء زوجته عاد البرود يحيط علاقتهما

تنهدت بۏجع وهي تنظر لخطواته نحو غرفه نومهما..ثم عادت نحو المطبخ تكمل تحضير الطعام

طول عمرك ياخوي مشرفنا... مبروك عليك منصب الحزب.. ولاد العزيزي ديما اسمهم فوق

ابتسم شهاب بأعتزاز من مدح شقيقه الاكبر الذي اتي من البلده علي الفور عند سماعه الخبر

تلقى حضنه بحبور وهو يعاتبه

تعبت نفسك ليه ياحج

لمعت اعين الحج محمود بفخر وعيناه تفحصه بمحبه

فرحان بيك ياابن

انت في الصفحة 1 من 46 صفحات