رواية ليلي كاملة
يا طنط حكاية قلبها و كدة و هي مش بتنتظم علي الدوا .. فتعبت
لا ألف سلامة عليها يا حبيبتي .. قوليلها هبقي أجي بكرة ازورها
تنوري طبعا يا طنط
طيب انا هقوم اخلي صابحة تعملكم حاجة تشربوها
ماشي يا ماما
نهضت والدته لتأمر الخادمة بإعداد المشروبات لينظر هو لها نظرة استفهام و يقول
مفولتليش يعني ان طنط كانت تعبانة !!
طيب اية الموضوع اللي كنتي عايزة تكلميني فيه
ما احنا لوحد..
بتر جملته حينما وجد والدته قادمة هي و الخادمة بصحن من الحلوي و المشروبات جلست والدته و هي تشعر أنهما يحتاجان لأن يكونا بمفردهما قليلا فهي تستشعر وجود مشكلة بينهما .. فقالت
طيب هستأذنك معلش يا حبيبتي يدوب أخد الدوا و أنام .. طبعا البيت بيتك انتي مع احمد لو عايزين حاجة قولوا لصابحة
و أنتي من اهله يا حبيبتي
سارت والدته و خلفها خادمتها التي تعيش معها منذ ولادة احمد لتقول
عايزة حاجة يا زهرة هانم قبل ما تدخلي تنامي
مين اللي قالك اني داخلة انام يا صابحة .. أنا بس عايزة اسيبهم لوحدهم لأنهم شكلهم عايزين يتكلموا و أنتي خليكي فايقة علشان لو أحتاجوا حاجة منك
متزعليش مني يا زهرة هانم .. بس حضرتك طيبة اووي .. انا عمري ما استريحت لفاطمة هانم دي !!
صابحة متدخليش في اللي ملكيش
فبه .. اتفضلي اعملي اللي قولتلك عليه.. يلا !!
أما هما فجلسا في البلكونة الخاصة بالمنزل .. اخرج هو سېجارة ليدخنها لتقطب حاجبيها و هي تنتزعها من يده و تقول
أحمد بلييز .. قولتلك مية
مرة بلااش سجاير .. و لو أنت مش قادر تبطلها علي الأقل بلاش قدامي !!
ماشي يا حبيبتي .. مش ناوية بقا تقوليلي اية الموضوع اللي بقالك ساعة بتلفي و تدوري عليه !
أحم .. أحمد أنا عايزاك تأجل الفرح !!
نظر لها ببلاهة و قال
فرح مين !!!
فرح مين يا احمد يعني .. فرحنا !!
نعم!!!!
اية يا حبيبي مالك
قالتها و هي تفرك يديها ببعضهما و تنتظر رد فعله .. فما كان منه إلا أن أمسك بعلبة سجائره وأخرج سېجارة و أشعلها و الټفت نحو الشرفة ينفث دخانها محاولا ألا يسكب غضبه فوق رأسها
أقتربت منه و حاوطت كفه بحب و هي تقول بهدوء
أولا اطفي السېجارة لأنها بتستفزني .. ثانيا أنت لازم تفهمني الاول قبل ما تتعصب
نظر لها و هو يجز علي أسنانه حتي شعر أنه كاد أن يهشمهم و ألقي بالسېجارة أرضا پعنف و قال
أنت بتقوليلي أنك عايزة تأجلي الفرح اللي بعد شهر و عايزاني أخد الموضوع بكل بساطة يا فاطمة !!
نعم !!.. هو اية الوضع الجديد دة ان شاء الله !!
أني هتجوز و يبقي ليا بيت و مسئولية ..
و الله بقالنا سنة و نص مخطوبين و كل دة و مأقلمتيش نفسك علي الوضع .. أومال كنتي هتتأقلمي امتي ان شاء الله .. و لا كنتي فاكرة ان انا عيل بلعب بيكي و مش قد كلمتي و مش هتجوزك !!
لا طبعا عمري ما فكرت كدة يا احمد .. بس الموضوع ان مرة واحدة لقيت الوقت عدي و فرحي بقا بعد شهر .. مكنتش متخيلة ان الوقت هيعدي بسرعة كدة ..
ليه كنتي فاكرانا هنفضل مخطوبين طول العمر ولا أية !!
يووة .. هو أنت ليه مش راضي تفهمني
أنا مش راضي افهمك.. لا يا فاطمة أنا عملت كل حاجة عشان افهمك كل اللي بتتطلبيه بعملهولك .. انتي لو طلبتي القمر هجيبهواك تحت رجليك.. بس أنتي اللي مش عايزاني افهمك .. دايما عاملة حاجز بينا و مش عايزة تكسريه ..
أفهمك بقا أنتي عايزة تأجلي الفرح ليه أنتي لقيتي موضوع الخطوبة دة قلب جد و فيه فرح و جواز و مسئولية و انتي عمرك
ما كنتي بتاعة الحاجات دي غير كدة بقا أن أنتي كنتي واخدة الموضوع تسلية و مكنتيش بتحبيني و لا نيلة .. أنتي بس كان عاجبك انك يتقال عليكي وسط صاحباتك خطيبة أحمد الديب .. صح و لا لأ !!
نظرت له پصدمة مما قال و قالت
يااه.. كل دة كان في قلبك يا أحمد مكنتش متخيلة أن أنا انانية و طماعة كدة عشان أعمل فيك كل دة و ألعب بيك !!
انا ما قولتش أنك انانية ..
كلامك معناه كدة ..
يعني كل اللي فهمتيه من كلامي اني بقول أنك أنانية !!
لم تجبه و أصبح الصمت هو المسيطر عليهما حتي قالت
أنا عايزة أمشي لو سمحت روحني
اتفضلي قدامي
بعد مرور ساعة كان يقف بسيارته أمام منزلها و صوت بكائها يعذبه .. و لكن لابد أن يتخلص من عڈاب حبها للأبد .. نظر لها و هو يقول
ما تعيطيش يا فاطمة انتي مش غلطانة .. من الواضح أن انا اللي مش عارف افهمك
صمت و هو يخلع دبلتها من كفه و أمسك بكفها بحب و هو و قد سقطت دمعة من عينه علي كفها ثم وضع الدبلة بكفها و مسح دموعها و قبل جبينها و قال بهدوء
هتوحشيني ... بس مش عايزك تنسي يا فاطمة أن انا حبيتك و لا عمري حبيت و لا هحب حد غيرك
نظرت له و قلبها ېتمزق .. ألهذا الحد هي ظالمة حتي تجرحه بهذا الشكل .. فتحت باب السيارة و أنطلقت شبه راكضة و هو ينظر لها حتي غابت عن مرمي بصره لينطلق هو بسيارته
اما في منزله فقد جلست صابحة شاردة تفكر فيما سمعت.. تري ما السر وراء طلبها تأجيل الزفاف أهناك شخص آخر في حياتها.. أم أنها
لم تحب أحمد من الأصل ..
قطع تفكيرها دخول زهرة قائلة
مالك يا صابحة سرحانة في اية
ممفيش يا زهرة هانم .. كنت عايزة أقولك علي حاجة كدة و متزعقيش
خير !!
أصل يعني أنا سمعت أحمد بيه و فاطمة هانم بيتخانقوا ..
رفعت زهرة حاجبها و قالت
سمعتيهم برضو و لا اتصنطي عليهم !!
يووة .. يا هانم أنتي سايبة الموضوع الأساسي و بتسألي في كدة .. المهم تعرفي اية اللي حصل
اية بقا يا فصيحة اللي حصل
فاطمة هانم كانت عايزة تاجل الفرح !!
نظرت لها زهرة باستغراب و هي تقول
اية .. تأجل الفرح ليه
قال اية يا هانم بتقول أنها عايزة تتأقلم علي الوضع الجديد و المسئولية و الكلام الفارغ دة
صااابحة .. أتكلمي عنها عدل و متنسيش انها خطيبة ابني
و انا يا زهرة هانم .. ما انا اللي مربية احمد بيه !
قالتها صابحة
بحزن مصطنع لترد زهرة قائلة
بقولك اية يا صابحة أنا مش باخد من الشويتين اللي بتعمليهم علي احمد دول .. يلا أتفضلي علي شغلك
انطلقت صابحة و هي تتحدث پغضب بكلمات غير مفهومة
أما زهرة فقد جلست تفكر في السبب الذي جعل فاطمة تطلب هذا الطلب
وجدت باب المنزل يفتح و يدلف منه أحمد و يبدو عليه الهم و الحزن
سار حتي تقدم منها و جلس بجانبها و اراح رأسه علي ظهر الاريكة بتعب لتقول له
احكي اية اللي مضايقك يا حبيبي !!
أنا فسخت خطوبتي يا ماما
اية
نطقت بها زهرة بدهشة و قالت
لية .. هي علشان طلبت تأجل الفرح تقوموا تفسخوا الخطوبة خاالص يا احمد .. دة كلام ناس عاقلة!!
نظر لها باستفسار عن كيفية معرفتها هذا .. لتشير إليه برأسها إلي تلك الواقفة خلف الجدار تستمع لهم خفية هز احمد رأسه و هو يهتف
صاابحة
تأخرت حتي أتت حتي لا يشكا أنها تتنصت عليهما .. ليهتف بضيق
صااابحة
اتت مهرولة إليه و هي متلعثمة .. فقال هو
هو انا قولت كام مرة تبطلي العادة اللي فيكي دي
الله.. هو انا عملت حاجة يا أحمد بيه
خاالص .. اومال ماما عرفت منين اللي حصل بيني و بين فاطمة !
يووة دة انا سمعتكم ڠصب عني و انا بشيل الاكل
ڠصب عنك قولتيلي بقا... طيب يا صاابحة قسما بالله إن اتكرر الموضوع دة تااني لا هعمل حساب و لا لعشرة و لا لتربيتك ليا و لا لأي حاجة .. مفهوم
مفهوم مفهوم
أتفضلي
هتف بها أحمد غاضبا لتربت والدته علي كتفه مهدئة إياه و هي تقول
أهدي بس و احكيلي كل حاجة
مر ساعتين و هي تحاول الاتصال به .. في بادئ الأمر كان لا يجيب علي الهاتف ثم أخيرا أغلقه..
زفرت بضيق و هي تضع الهاتف بجانبها و تهز قدمها بعصبية واضحة حينما وجدت شقيقتها تركض باكية
نهضت خلفها و هي تهتف
فاطمة.. يا فاطمة .. يا بنتي ردي عليا مالك
دخلت خلفها غرفتها لتجدها ټدفن نفسها في الفراش و صوت بكائها المكتوم يملأ أنحاء الغرفة .. ربتت علي ظهرها و هي تقول
يا بنتي بطلي عياط.. مالك اية اللي جرا
سابني يا هنا خلاص .. سابني
قالتها فاطمة و هي تفتح كفها لتريها دبلته لتتسع عينا هنا بذهول و هي تقول
يا نهار اسود.. انتوا فسختوا الخطوبة دة الفرح بعد شهر .. دي ممكن ماما تروح فيها !!
اوعي تقوليلها احنا مش ناقصين ..
طيب بس احكيلي اية اللي حصل خلينا نعرف هنتصرف في المصېبة دي ازااى
و لكنه تجاهل
صوت عقارب الساعة كان مسموع لديها الآن إلي حد كبير ..
فقد كانت منجرفة في تفكيرها و
صورته لا تغيب عن عقلها..
سامحك الله يا فارس .. فبعد كل تلك السنوات التي جاهدت فيها لأنساك و لم استطع تأتي أنت و تفسد لي كل هذا و كل هذا يحدث و لم اراك بعد.. فماذا إن رأيتك !!
أخرجها من تفكيرها صوت الفوضي الحاډث في المشفي ... هرولت متجهة إلي مصدر الصوت لتجد رجل تعدي الستين من عمره غارق في دمائه و جسده الهزيل ممتلئ بالچروح العميقة
هرولت نحو الطاقم الطبي و هي تهتف
دخلوه علي العمليات بسرعة ..
استيقظت من نومها علي صوت والدتها و هي تهزها برفق قائلة
أصحي يا فاطمة .. يا بنتي أصحي زهرة تحت
فتحت إحدي عينيها بكسل و هي تقول بصوت نائم
زهرة مين
يا ماما
يا بنتي حماتك ..
انتفضت من محلها و هي تفتح كلتا عينيها بدهشة قائلة
و دي اية اللي جابها دي
نعم .. يعني اية اية اللي جابها
حمحمت و هي تقول بتذكر
اه أفتكرت .. صحيح هي قالت أنها هتيجي بكرة تزورك علشان عرفت انك تعبانة.. ماما هي ما قلتلكيش علي حاجة !
قطبت والدتها حاجبيها و قالت بتساؤل
حاجة اية
خلاص يا ماما مفيش
طيب انتي مالك عنيكي منفوخة كأنك كنتي