في يومًا من الأيام كانت هناك أم تعتني
- صمتت الأم ويملأها الحزن والأسف الشديد، وكان الولد يكرر هذه العبارات على مسامع أمه كل يوم.
- وفي كل موقف يتعرض له بسببها، ثم كبر الولد ونجح في دراسته ولأنه كان مجتهدًا فقط.
- حصل على منحة خارج البلاد لكي يستكمل الدراسة في إحدى البلاد البعيدة.
- وقد فرح الشاب بهذه المنحة لكي يبتعد عن والدته ويدرس ويعمل ويعيش حياته بدونها.
- لأنه كان يعتقد أن والدته هي المصدر الوحيد لضيقه وتعاسته، وبالفعل سافر ودرس وتزوج وعمل في وظيفة مرموقة.
- وبعد عدة سنوات شعرت الأم بالحنين إلى ولدها، فقررت أن تسافر له لكي تراه، وترى أحفادها الذين لم تراهم ولا يعرفون عنها شيئًا.
- وعندما وصلت الأم إلى بيت ولدها وجدته يعاملها بجفاء وسخرية وأن أولاده أيضًا يسخرون منها.
- فمنهم من كان يخاف من شكلها ومنهم من كان يفزع عندما يراها، وولدها لا يعلق ولا ينهر أبناءه.
- وهنا قررت الأم أن تعود إلى وطنها وهي بائسة حزينة من فعل ولدها.
الابن يتعلم درسًا قاسيًا.. كما تدين تدان:.
- في إحدى الأيام تعرض الإبن لحادثة قوية جعلته يفقد ساقه ويمشي على ساق من الخشب.
- وهنا شعر بالحنين لكي يزور والدته التي أهانها كثيرًا، وخاصًة بعد أن شعر بما كانت تشعر به.
- عندما كان ينهرها على شكلها الذي لم تتسبب لنفسها به، لأنه هو أيضًا يعاني من نظرات أطفاله إليه بهذا الساق الخشبي.
- وبالفعل سافر الابن إلى موطنه القديم، وبينما هو في الطريق إلى بيته قابلته إحدى الجيران وأخبرته بأن والدته قد توفيت.
- فلم يصدق الابن نفسه فكيف تتوفى ولم يخبره أحد بذلك، فقالت له الجارة وكيف نخبرك وأنت لم تسأل عنها كل هذه الفترة.
- لكن أمك لم تنساك فقد تركت لك لدينا خطاب وأوصت إن جئت في يومًا من الأيام أن نعطيه لك، وقد كانت متأكدة بأنك ستجيء.
اكتشاف السبب وراء فقدان عين أمه:.
- أخذ الابن الخطاب الذي تركته له والدته ودخل البيت القديم وجلس في نفس المكان الذي كان يوبخها فيه.
- وفتح الجواب الذي كانت والدته تقول له فيه: ابني الغالي لقد كنت أهم وأغلى شيء في حياتي.
- وقد تمنيت أن نعيش سويًا وأرى أولادك يلعبون معي ومن حولي في ذلك البيت الذي ترتكتني أعيش فيه بمفردي أعاني من الوحدة القاتلة.
- لقد ذهبت الآن إلى مكان حيث لن يراني أحد ولن أسبب فيه الحرج لأحد، لكني أريد أن أخبرك بسر لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى ثم الطبيب وأنا.
- وهو أن والدك قد توفي في حادثة سيارة وكنت أنت رضيعًا على يدي وكنا معه في السيارة، وبسبب هذه الحادثة توفي والدك وأنت قد فقدت عينك اليسرى.
- أما أنا فخرجت من الحادثة ولم يحدث لي شيء، لكن الطبيب قد أخبرني أنني أستطيع أن أتبرع لك بإحدى عيناي ولم أتردد لكي تعيش سعيدًا ولا تشعر بأن شيئًا ينقصك.