ما تتجوز عليها يا أبني
الأرض، حسيت بالسجادة الناعمة بين صوابعي، بس التليفون مكانش له أثر، دوَّرت يمين.. شمال.. دوَّرت في كُل مكان، لحَد ما لقيته.. بس قبل ما أفتحه.. حطَّت إيدها على إيدي، إيدها كانِت باردة زي التلج، شهقت وسحبت إيدي بسُرعة.
سمعتها بتصرُخ بصوت مُرعِب، بس دا مكانش فارِق معايا أوي، قُمت من مكاني زي المجنون.. بجري في الضلمة ناحية باب الشقة، سامِع صوت صريخها.. منشِّف الدم في عروقي بس مكُنتش مُهتَم..
قعدت على كافيه تحت البيت، بترعش من الخوف، بس بحاول أتماسَك، كلمت رشا من تليفون الكشك اللي تحت البيت وقُلتلها إني نزلت أجيب حاجة ونسيت مفاتيحي فوق ومش عارِف أطلع، وخلال دقايِق كانت موجودة، طلعت تجري على الشقة وهي بتصرُخ باسم عزة زي المجنونة، مخدتش بالها من شكلي ولا من الخوف اللي مالي وشي، طلعت وراها.. الغريب إنها لمَّا حاولت تفتح النور.. فتح عادي!
مُمكِن طبعًا تكون صُدفة.. والنور جه عادي.. بس مش معايا إنها صُدفة غريبة شوية؟
المهم دخلت تجري على الأوضة وهي بتقولي: " إنت إزاي سايبها تعيَّط بالشكل دا؟ إنت إيه؟ معندكش قلب؟ "
مرديتش.. كدا كدا لا كلامي فارِق معاها، ولا هي مستنيَّة مني إجابة أصلًا، بس اللحظة دي كانِت أول لحظة الأمور تتغيَّر فيها، أنا اللي محتاج دعمك هنا.. أنا اللي محتاج تشوفيني مالي، مش عروسة لعبة بلاستيك!
المُهِم الموضوع عدى عادي، والدنيا اتظبطِت وقدرت أتماسك شوية، بس بسبب الهزَّة اللي كُنت فيها، قُلتلها إني هدخُل أنام، وطلبت منها تصحّيني بدري.. عشان عندي ميتينج مهم مع مدير الإدارة، وفيه حاجة من إتنين، يا ترقية كبيرة.. يا هسيب الشغل خالِص، فالموضوع بالنسبة لي.. حياة أو مoت، وتاني حاجة.. عشان موبايلي باظ من الوقعة، فلحَد ما أشوف حد يصلَّحه مفيش منبّه يصحيني..
نمت.. نوم مليان كوابيس وأحلام مش حلوة!