الخميس 26 ديسمبر 2024

بتردد

انت في الصفحة 2 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز

ينتي البنزين خلص انزلي خدي تاكسي تاني بقى
اومأت له و قالت بابتسامة 
ولا يهمك
ثم أخرجت النقود و اعطتها له و نزلت تقف بانتظار تاكسي اخر و اخيرا وجدت واحدا فاشارت له و قالت 
تاكسي
بنفس الوقت جاء صوت شخص آخر 
تاكسي
اقتربت من التاكسي و كادت ان تركب وجدت ذلك الرجل يفتح الباب و كاد ان يركب لتقول له بهدوئها المعتاد 
لو سمحت حضرتك انا وقفته قبلك ممكن تشوف تاكسي غيره
ليرد عليها بضيق 
انا شاورتله قبلك شوفي انتي واحد تاني انا مش ناقص عطله
تنهدت بضيق و قالت 
انا كمان عندي محاضرة و متأخرة فلو سمحت سيبني اركب و شوف تاكسي تاني
رد عليها بضيق و نفاذ صبر 
مليش فيه انا وقفته و هركب تتصرفي انتي كانت نقصاكي انتي كمان ع الصبح
إلى هنا و فقدت هدؤها لتقول بعصبية و لكن ليس بصوت عالي 
جرا ايه يا استاذ ما تتكلم باحترام وخلي عندك ذوق ايه كانت نقصاكي و مش نقصاكي دي بني آدم قليل الذوق
ليهدر فيها پغضب 
جرا ايه يا بت انتي ما تلمي نفسك و اظبطي كده

و اعرفي انتي بتكلمي مين ده انا اوديكي ورا الشمس
تيا پغضب و غيظ 
هكون بكلم مين يعني غير بني آدم قليل الذوق و مترباش عشان يمشي يكلم الناس بقلة الذوق دي و يشوف نفسه عليهم و بلاش تهدد عشان انا كمان ممكن اهدد زيك بس اهلي علمني اني ما اشوفش نفسي على حد اقل مني في الأخلاق و التربية
كاد ان يرد عليها بعجرفة و يلقونها درسا 
ليقاطعهم صوت السائق و هو يصيح بضجر 
ما تخلصونا بقى يا اخونا ورانا اكل عيش مش طالبة خناق ع الصبح
نظرت له بغيظ و أوقفت تاكسي اخر و املته العنوان لتغادر تاركه ذلك المغرور يكاد ينفجر من شدة الغيظ !!
في ألمانيا بذلك المنزل الكبير ذو الذوق الرفيع يجلس ذلك الرجل على الاريكة ببهو المنزل و يضع قدمه فوق المنضدة التي أمامه و الظلام يعم المكان و هو ينظر للفراغ بشرود يفكر هل ما فعله صحيح تلك الخطوة التي أخذها بدون مقدمات خطأ ام صواب
ليدخل في حرب مع قلبه الذي يتعارض مع عقله فيما فعله الآن و قديما قلبه يريد وصال أخرى اضاعها من بين يديه
اما عقله يريد تخطي تلك التجربة التي عاشها في الماضي و إن يبدأ من جديد لعله يستطيع النسيان
لينتهي ذلك النقاش بقوله تلك الجملة مثل كل مرة يفكر بذلك الأمر و هي ان من يريدها لا تناسبه و كفى تفكير بها
انتبه على رنين هاتفه فالتقته ليجيب على ابن عمه الذي رد بمشاكسة 
ايه يا عريس اخيرا قررت ترأف بينا و تنزل مصر و تستقر بدل ما انت مقضيها سفر رايح جاي
ابتسم فريد مددا 
اه يا اخويا اخيرا
ثم تابع بجدية 
اخبار الشغل عندك ايه
ايهم بجدية مماثلة 
كويس
ثم تابع بوقاحة 
مجهزلك حتت سهرة إنما ايه لا تقلي مزز ألمانيا و لا بتاع الواد أركان كلمته امبارح و هيظبط الدنيا
ضحك فريد و قال بيأس 
مش ناوي تبطل عك و قلة أدب انت و هو بقى
ايهم بسخرية 
شوفوا مين بيتكلم حبيب قلب البنات يا بني ده انت تخطيت الرقم القياسي في العك و قلة الأدب
اوصد فريد عينيه بسخرية و مع ذلك يصعب عليه نسيانها كلما اقترب من أخرى يتخيلها هي التي بين احضانه و يرد اسمها بشغف لكن كل مرة يستيقظ يشعر بالاشمئزاز من ذاته
اخر مرة رآها القته بنظرة احتقار و اشمئزاز لن و لم يستطيع نسيانها ابدا
افيق من شروده على صوت ابن عمه يصيح فيه 
انت يا بني روحت فييييين
سأله فريد بتيه 
بتقول حاجة !!
ايهم بتساؤل 
سرحت في ايه بقالي ساعة بكلمك و مش بترد
فريد ببرود مصطنع 
مفيش و لا حاجه
يريد ن يسأله على شيئا ما لكنه يشعر بالتردد بعدما جاء هذا السؤال بمخيلته الآن ترى كيف هي الآن هل تزوجت هل أحبت كيف تعيش حياتها هل مازالت كما هي أم تغيرت
الكثير و الكثير من الأسئلة عصفت برأسه الآن لكنه حسم أمره لن يسأله أنهى معه المكالمة سريعا ثم ارتدى ملابسه و ذهب للشركة ليباشر عمله
بأحد الجامعات الخاصة بكلية التجارة في الكافتيريا تجلس تيا مع زميلاتها الاثنان رغد و مي
رددت رغد بغيظ 
اما مش عارفة امتحان ايه ده اللي يعملوه و احنا لسه بدأين دراسه مبقالناش شهر و نص
مي بضيق 
يلا هنعمل ايه هضطر الغي سفرية الجونة كان نفسي اروح اووي
تيا بابتسامة 
يا بنتي ارحمي نفسك بقى انتي حياتك كلها سفر ركزي في دراستك دي اخر سنة
رغد بضحك 
سيبك منها دي كل اللي بتفكر فيه هتسافر فين بعد ما تروح الجونة و ترجع
مي بغيظ 
انتوا هتمسكوني تريقة انتوا الاتنين و لا ايه
ثم تابعت بحماس 
متنسوش الاسبوع الجاي عيد ميلادي هستناكوا و انتي يا تيا ابقي خلي جيانا تيجي معاكي هي و رامي
اومأت لها تيا و قالت برقتها المعتادة 
حاضر
استمر الحديث بينهم خمس دقائق ثم توجه الثلاثة للمحاضرة الثانية
انقضى اليوم سريعا ليحل المساء كانت تيا تجلس بغرفتها و تضع الحاسوب أمامها تبحث عن شركة لتستطيع ان تتدرب بها مثلما سيفعل الباقي من الطلاب بالجامعة
بحثت كثيرا و وجدت العديد من الأماكن يمكن أن تتدرب بها و لكن

الاغلبية يضعون شروط للتدريب مثل التقدير و يجب أن تكون اخذت بعض الدورات التعليمية و ان تكون تتقن لغة
تنهدت بعمق جميع الشروط تتوافر لديها لكن يجب أن تختار شركة أو بنك من هؤلاء بحثت عن كل منهم و اختارت الأفضل و عزمت على أن تذهب للتقديم غدا دعت ربها ان يوفقها اغلقت الحاسوب ثم ذهبت لتدرس قليلا قبل
أن تغفو !!
في قصر فخم و كبير يدل على الثراء الشديد لمن يسكنه هو قصر الزيني
يلتف الجميع حول مائدة الطعام الكبيرة يتناولون الطعام بصمت قطعه كبير صلاح الزيني بقوله 
ايهم فين !!
ليرد جمال ابنه الاصغر و والد ايمن 
خلص شغل و خرج من أصحابه
ردد صلاح بتهكم 
هي شلة الصيع دول يتسموا اصحاب
ثم تابع حديثه موجهه لابنه الأكبر محمد الزيني 
انا سكت كتير على طيش ابنك انت و جمال إنما للصبر حدود ان مكنتش عارف انت و هو تربوا عيالكم انا هربيهم
لتتدخل دولت زوجة محمد 
انا ابني متربي يا عمي و بعدين هو هيتجوز خلاص اهو و بعدين يعمل اللي يعمله طالما سيرة العيلة محدش مسها ده راجل مش بنت
صلاح پغضب و سخرية 
انا مش عارف كنت مستني ايه منه طبعا كان لازم اتوقع التصرفات دي طالما انتي امهامه اللي محاسبتهوش على غلطاته و ماشية معاه طالما كله في الدرا
تنهدت پغضب و قال 
بتقوليلي متربي اه ما انا عارف ما هو الشرب و السهر كل ليلة و النوم مع واحدة كل يوم من 
أصول التربية
محمد باعتراض 
بابا
صلاح پغضب 
انت تخرس خالص ده انتوا العيشة معاكم تقصر العمر و تقرف واحد رامي بنته و ميعرفش عنها حاجه غير اسمها و كله عشان خاطر عيون دولت هانم و التاني وقف حياته على مۏت مراته و التانية معرفتش تربى عيالهم و طلعتهم طماعين و الغل و الحقد مالي قلبهم
قالها و غادر غرفة الطعام تحت

انت في الصفحة 2 من 25 صفحات