كنت متضابق جدا
قربت من أوضة حماتي، سمعت صوت تلفزيون شغال جوا، مش فاهم ازاي..
كل دا حصل ومراتي نايمة، ولما صحيت محكيتلهاش اي حاجة منه لأني مش مستعد اسمع تفسيراتها الجميلة خااالص..
والسكر كان خلصان، قعدت ادور في المطبخ عن كيس سكر ملقيتش..
الدنيا كانت ضلمة وأنا كنت شايفها على الضوء اللي طالع من نار البوتاجاز، بس فيه حاجة صغيرة جدا..
لا دا شكلها ولا دا صوتها..
ومش حماتي برضو، يا ريت..
اللي انا شوفتها في البيت دي تبقى أمي الله يرحمها..
انا متأكد ومقدرش اتلخبط في حاجة زي دي، حتى الجلابية اللي لابساها دي هي آخر جلابية كانت لابساها قبل ما تموت، اليوم اللي جاتلها فيه أزمة قلبية وملحقناش حتى ننقلها المستشفى..
الست دي لازم تسيب البيت فورا بس الأول انا لازم افهم هي بتعمل ايه بالظبط..
انا لازم أدخل الأوضة دي وافهم ايه اللي بيحصل جواها بالظبط، بس هدخل الأوضة ازاي اصلا وهي مبتخرجش منها نهائي..
فكرت كتير في طريقة تخليها تخرج من الأوضة ولو ساعة واحدة علشان اقدر ادخل جوا واعرف ايه اللي هي مخبياه بالظبط..
ولقيت فكرة كويسة..
استغليت حكاية الفيروس اللي في البلد دي وقولتلها هي ومراتي اني هجيب حد يعقم البيت كله ويرش مواد كيماوية ومينفعش يكونوا موجودين في الشقة ساعة التعقيم..
وبالفعل اقنعتهم انهم يستنوا عند مدام رشا اللي في الشقة اللي قصادنا نص ساعة بس لحد ما الناس يعقموا البيت..
اول ما هي خرجت قفلت باب الشقة وخليت الراجل اللي معايه يرش برا ودخلت انا أوضة حماتي، وفتحت صندوقها الأسود..
الأوضة كان شكلها مخيف..
كتب قديمة في كل مكان، قديمة جدا، مكتوبة على جلد حيوانات بخط الايد، فيها مخطوطات غريبة بحروف وأرقام عربي، ومخطوطات تانية باللاتينية القديمة وبالهيروغليفي كمان..
شمع على الأرض، وصور قديمة جدا لناس ميتين..
الست دي شغالة في السحر الأسود..