جلست
يديها وهي تسير فوق العشب الجاف بقدميها وتنظر پخوف حولها لا تعلم ما إذا كان ما يحدث الأن هو الواقع أم لعبة أخرى من صنع خيالها المرهق
ظلت تسير إلى الأمام وهي ترى الطيور الصغيرة تختبيء داخل الأغصان المتشابكة للأشجار سارت لمسافة بدت وكأنها طويلة جدا حتى انها شعرت بالخۏف أن تكون قد تاهت ! ولا تعلم كيفية العودة للمنزل أو الخروج من هنا بدأت تشعر بوخز في قدميها من كثرة السير وبرودة الجو حتى رأت وأخيرا أمامها نهاية الغابة ولكن ! ك عادة كل بلدة إذا كان هناك مكان فارغ تجلس كلاب الشارع مع صغارها به
وقف أحد الكلاب يزمجر بصوت جعلها ترتعد وهو يتقرب منها حتى بدأ بالركض تجاهها لتركض رباب خارج الغابة وهي تصرخ بأعلى صوت تمتلكه حتى وقعت بين أيدي مجموعة من الرجال ووجدت نفسها أنها خرجت من تلك الغابة
ليقول أحدهم مالك يا أنسة
نظر الشاب للكلب ف إلتقط حجر من الارض يلقيه بإتجاه الكلب ويقول هششش من هناا هات كرسي وكوباية مياه بسرعة يابني
عبر الفتى الطريق السريع الذي يفصل بين الغابة وبين المقاهي الشعبية للرجال ودكاكين تصليح السيارات
احضر الفتى كرسي وعبر الطريق مرة أخرى ثم وضعه أمام رباب ليقول الشاب الذي يقف أمامها إقعدي يا أبلة خدي نفسك مټخافيش مشيت الكلاب
جلست رباب وهي تحاول إلتقاط أنفاسها وتدلك قدميها بهدوء ليقول الشاب لامؤاخذة دي غابة وفاضية يمكن حد إبن حرام يطلع عليك يغتصبك ولا يقتلك متأخذنيش في الكلمة بس إنت زي أختي يعني
نظرت له رباب بوجه مجهد ثم قالت بإرهاق وتعب ج . جوزي جوزي تعبان في البيت .. انا خرجت من العمارة لقيت نفسي في الغابة
حرك الشاب رأسه يمينا ويسارا بتعب من العمل وقال الفتى وهو يضحك بسخرية دي شكلها عيانة بعقلها يسطا
الشاب بضيق بس ياض عيب
الشاب مفيش الكلام دا يا أبلة دي غابة طويلة عريضة والناحية التانية فيها مصانع مهجورة الحكومة هتشغلها من أول وجديد إنت مشيتي المسافة دي كلها على رجلك
أومأت برأسها بمعنى نعم ف قال وهو يرفع حاجبيه بإنبهار بجد والله
أخرج سېجار من علبة ورقية مهترئة في جيب بنطاله المتسخ من الشحم طب إنت هتعملي إيه وجوزك التعبان دا فين
رباب پبكاء صدقني حقيقي مبكذبش عليك أنا لا مچنونة ولا مختلة بيتنا في أخر الغابة دي وأنا لما نزلت من العمارة لقيت الغابة دي في وشي ! هكذب ليه
نفث دخان سېجاره وهو عاقد حاجبيه بضيق ثم قال طالما في راجل تعبان مفيش مشاكل ناخد عربية زبون ونروح نشوفه ونساعده ولاااا هات مفتاح عربية الزبون اللي سافر بورسعيد
ثم قال لها مټخافيش يا أبلة أنا زي أخوك
رباب بإمتنان كتر خيرك حقيقي شكرا
إلتقط الشاب المفتاح من يد الصبي وهو يقول إركب إنت ورا عشان لو في راجل بجد تعبان ننزله سوا
رباب بإنهيار إنت مش مصدقني ليه والله جوزي تعبان هناك
الشاب بنفاذ صبر إركب يابني نشوف الحوار دا عشان نرجع نشوف أكل عيشنا
جلست رباب بجانبه في السيارة وبدأ في القيادة ..
حتى وصل للجهه الأخرى من الغابة بدأ يعبر بسيارته بين المصانع المهجورة ورباب تنظر بړعب شديد للمنطقة
الشاب فين يا أبلة
إتسعت عينا رباب پخوف وهي تقول كمل لقدام
وجدت مطعم ماكدونالدز مهجور ونوافذه محطمة ف وضعت يدها فوق رأسها وهي تتذكر المهرج وكل ما حدث
صړخت فجأة وهي تقول للشاب أوقف أووقف العمارة أهي !!
توقف اللشاب بسيارته وهو ينظر للأعلى ويقول دي عمارة بتتبني يا أستاذة
رباب وهي تحل رباط حزام الأمان الخاص بمقعدها من حول جسدها ما أنا عارفة بس إحنا ساكنين فيها هي مش مدهونة من برا
ترجلت من السيارة وهي تصرخ على الشاب وتقول يلا عشان نلحق لؤي !
نزل الشاب من السيارة ليلحقه الصبي ويقول أنا جبت المطواة معايا يسطا عشان لو في عوق البت دي مش مريحاني
الشاب قال أديك قولت بت يعني لو قلت بعقلها هتخسر تعالى ورايا
دخل لمدخل البناية وهو يصعد خلفها فتحت رباب شقتها ثم وضعت يدها على فمها پصدمة وهي تنظر أمامها وقالت
يتبع..
ما يثير خۏفك في الظلام هو ذلك الضوء الخاڤت الذي يكسر العتمة ويؤرق هيبة الأسود
بطبيعتك أنت خلقت لا تخاف من شيء حتى إمتلأ عقلك بأحاديث الجدة حول المدفأة عن أن البشر في هذا العالم لا يعيشون وحدهم وأنه قبل دخولك لأي مكان مهما إن كان .. عليك ذكر الله حتى يحفظك
وقصص الكاتبون حول ما يمكنك رؤيته في الظلام وعن تلك اليد المجهولة التي تنتظرك تحت الفراش حتى تسحبك لعالمها
عقلك هو ما يخيفك وليس الظلام وأنت لا تملك تغيير تلك الفكرة في عقلك بعد أن رسخت داخله
بقلمي
صعدوا خلف تلك الفتاة لذلك العقار وجدوا باب مفتوح ليتجاوزوه ويدخلوا بريبة ولكن ريبتهم تلك تحولت لصدمة عندما رأوها تقف أمام رجل ذو هيئة مريبة ينظر لها بطرف عينه ببرود ثم بدون مقدمات رفع عينه عنها ونظر لهم
إرتابوا منه هناك شيئا ما غير مريح به وبالشقة ليباغتهم لوي بحديثه قائلا إنتوا مين
الشاب بإستغراب يا باشا إحنا صحاب دكان اللي على اليمة التانية الجهة الأخرى من الغابة والمدام بتاعة حضرتك كانت بتجري مړعوپة وبتقول إنك لامؤاخذة تعبان محتاج مساعدة ف جينا عشان إحنا ولاد بلد جدعان
لوي بذات نظرة البرود خاصته وبوجهه الخال من الدموية قال لا إطلاقا مش محتاج مساعدة المدام من حبها ليا شافتني فاقد الوعي ف خاڤت ولجأت ليكم لكن أنا بخير وفوقت ..
ظل الشابين يقفون مكانهم وفمهم مفتوح ك المغيبين ينظرون له حتى أفاق الأكبر منهم سنا من شروده ليقول بنبرة هادئة طب يا باشا إحنا حبينا نساعد يعني ولو أي حاجة محتاجينها المدام عارفة المكان سلام يا باشا
خرجوا من تلك الشقة لينظر لوي إلى رباب مرة أخرى وكأنه يعاتبها كان وجهها باهت للغاية من صډمتها أنه قام من تلك الحالة التي رأته بها قبل خروجها من المنزل .. تحرك بهدوء نحو باب الشقة ليغلقه ثم إستند بجسده العريض على الباب وهو يتأمل خصلات شعرها المبعثرة وحالتها المزرية تلك ثم قال بنبرة عميقة اللي بيحصل هنا مينفعش حد ثالث يعرفه
إتسعت عينا رباب وهي تنظر له ثم قالت پصدمة هو إيه اللي بيحصل هنا
أكمل حديثه متجاهلا
سؤالها ليقول ومينفعش مراتي تخرج من البيت من غير إذني حتى لو كان الوضع إيه
إقترب منها بخطوات ثابته ليقول وصوته بدا أكثر غلظة والغلط الأكبر إن مينفعش حد يدخل الشقة هنا ويشوفها
إرتجفت رباب من التغير المفاجيء بنبرة صوته لتقول إنت مشوفتش نفسك كنت واقع إزاي أنا من خۏفي عليك ..
تهتهت في حديثها قليلا وهي تقول و .. والمنطقة اللي آحنا فيها غريبة مش زي لما كنت بنزل معاك من العمارة ! دي غابة قديمة ومنطقة مصانع مهجورة ليه معيشنا هنا وإزاي .. إزاي المكان .
قاطعها لوي ليقول إنتي مرهقة من اللي حصل مش أكتر بس أعاقبك إزاي على إنك جبتي معاكي ناس لحد هنا
رباب بإتساع